طرق الاعتناء بالأحبال الصوتية والتغلب علي مشكلاتها

House
يعرّف الصوت على أنه سلسلة من الاهتزازات والذبذبات التي تنتقل عبر الوسط المحيط ومن خلال هذا التعريف نستطيع استنتاج أن الصوت يحتاج لإنتقاله إلى جسم مهتز و وسط ناقل للصوت يتم إنتاج الصوت المنطوق في الإنسان ومعظم الكائنات الحية من اهتزاز الأحبال الصوتية، وهما عصابات من الأنسجة العضلية الملساء التي تتمركز عكس بعضها البعض في الحنجرة. وتقع الحنجرة بين قاعدة اللسان والجزء العلوي من القصبة الهوائية. عندما لا تتكلم ، تكون الأحبال الصوتية مفتوحة بحيث يمكنك التنفس .. ولكن عندما تقرر الكلام ، فإن الدماغ ينسق سلسلة من الأحداث المتتابعة والمترابطة كالأتي: يمر هواء الزفير من الرئتين باتجاه الخروج على الأحبال الصوتية مما يجعلها تهتز هذه الاهتزازات و تنتج الموجات الصوتية التي تنتقل عبر تجاويف الحلق و الأنف والفم فى طريقها للخارج.. الاختلاف والتنوع في بنية هذه التجاويف مع حجم الأحبال الصوتية هو السبب في أن أصوات الناس مختلفة ومتنوعة. الكثير ممن يستخدمون صوتهم باستمرار أو يكون هو بمثابة عملهم ووظيفتهم مثل المعلقين الصوتيين، المطربين والمعلمين وغيرهم يكونون عرضة للإصابة بالأمراض ومع ذلك يمكنهم تجنب هذه الأمراض عن طريق الاهتمام بصحة أصواتهم والمكونات العضوية التي تنتجها. كيف أكتشف أن لدي مشكلة في الصوت؟ نتحدث هنا عن صوتك العادي الذي تتحدث به باستمرار، بعيداً عن عملك كمعلق صوتي إن كان هناك جواب " نعم " على أي من الأسئلة التالية، فقد يكون لديك مشكلة في الصوت: هل يتحول صوتك إلى نوعية " الأجش، الخشن " ؟ هل فقدت القدرة على الوصول لطبقات صوتية عالية عند الغناء؟ هل تحول صوتك فجأة لأن يكون أعمق؟ هل تعاني من آلام في الحنجرة؟ هل تعمل على تنظيف الحنجرة باستمرار؟ إن كانت إجابتك على واحدة من الأسئلة أعلاه بنعم، فيجب عليك استشارة طبيب متخصص في مجال الأنف والأذن والحنجرة والذي بدوره سيحدد سبب المشكلة ويصف لك الدواء، مع نصائح بتجنبك بعض الطعام والشراب فترة العلاج، وتعديل أسلوب غذائك والراحة لفترة، حتى تضمن صحة وكفاءة لصوتك الثمين. ما هي الأسباب التي تؤدي لمشاكل الصوت؟ تتنوع الأسباب التي قد تصيب الصوت بعارض صحي، بين دائمة ومؤقتة، نفسية وعضوية، إلا أنه ينبغي على المعلق الصوتي أن يدرك أن الإجهاد في العمل، وعدم الاهتمام بنظام غذائي صحي، قد يؤثر عليه سلبًا وبطريقة قد تفقده جودة صوته وروعة أدائه، لذلك وجب عليه الاهتمام أكثر بنفسه، ومن بين هذه الأسباب: - التهابات الجهاز التنفسي العلوي " الأنف وتجويفه، الفم، البلعوم، الحنجرة ". - الالتهابات الناجمة عن الارتداد المعدي المريئي (التي تسمى أحيانا حمض الجزر، أو حرقة المعدة). - الاستخدام المفرط للصوت. - نمو بعض الجسيمات على الأحبال الصوتية، مثل عقيدات الصوتية أو حليمي الحنجرة. - سرطان الحنجرة. - الأمراض العصبية (مثل خلل النطق التشنجي). - الصدمات النفسية. نصائح لمنع حدوث المشاكل الصوتية حافظ على شرب السوائل: - اشرب الكثير من الماء. خصوصاً في المناطق ذات الجو الحار، لا توجد كمية معينة من الماء، فقط لا تترك نفسك بدون كوب ماء أكثر من ساعتين. - تجنب المشروبات التي تحتوي على الكحول أو الكافيين، والتي يمكن أن تفقد الجسم الماء الأمر الذي يؤدي إلى جفاف الأحبال الصوتية والحنجرة، كما يهيج الكحول الأغشية المخاطية التي تبطن الحلق. - إذا كان لديك مشاكل الصوت، اسأل طبيبك عن الأدوية المناسبة لاستخدامها في حالات البرد والحساسية. حافظ على نمط حياة صحي واتبع نظام غذائي مناسب: - يجب الحصول على قسط كاف من الراحة فالإرهاق البدني له تأثير سلبي على صوتك و النوم مهم جدًا للحفاظ على صوتك. - لا تدخن وتجنب التدخين السلبي، حيث أن الدخان يهيج الحبال الصوتية. - تجنب تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، الأطعمة الغنية بالتوابل يمكن أن تسبب انتقال حمض المعدة إلى الحلق أو المريء، مما يسبب حرقة أو ارتجاع المريء. - أدخل لنظامك الغذائي الكثير من الحبوب الكاملة، الفواكه، والخضروات. - تمرن بانتظام فممارسة الرياضة وخاصة السباحة تزيد من قدرتك على التحمل وقوة العضلات وهذا يعطيك القدرة على التنفس بشكل جيد، والتي هي ضرورية للنطق السليم . - استشر طبيبك في حال كنت تعاني من حرقة المعدة أو الارتجاع المريئي باستمرار، حول تغيير النظام الغذائي أو الأدوية التي يمكن أن تساعد في الحد منه. - تجنب غسول الفم أو الغرغرة التي تحتوي على الكحول أو المواد الكيميائية المهيجة. في حال وجود رائحة فم كريهة استشر طبيبك ولا تعمل على استخدام غسول الفم أو الغرغرة، قد تكون سببها التهابات في الأنف، الجيوب الأنفية، اللوزتين و اللثة، أو الرئتين أو من حرقة المعدة. استخدم صوتك بحكمة: - حاول ألا تكثر من استعمال صوتك. . تجنب التحدث في حال كنت تعاني من أحد الأسباب المؤدية لمشاكل الصوت. - أرح صوتك عندما تكون مريضا. المرض يضيف ضغطا زائدا على صوتك. - تجنب استخدام الصراخ أو الهمس فترة طويلة، التحدث بصوت عالٍ جدا وأيضا بهمس وهدوء فترة طويلة له نفس الأثر على صوتك. تقنيات مفيدة وقت أداء مهامك في مشاريع التعليق الصوتي: اعمل على دعم وتقوية صوتك من خلال: - أخذ نفس عميق من الصدر و عدم الاعتماد على الحلق وحده. و تعلم السيطرة على النفس فلا تتحدث من الحلق، بدون أخذ نفس، إن ذلك يسبب عبئا كبيرا على الصوت. - تجنب وضع الهاتف عندما تتحدث، بين الرأس والكتف، التعود على هذا الوضع فترة طويلة من الزمن يسبب توتر العضلات في الرقبة. - استخدم الميكروفون إن كنت ممكن يمتهن الخطابة أو خدمات التدريب على التعليق الصوتي، التدريب يتطلب منك رفع صوتك ليسمعه المتدربون، اعمل على إيصال صوتك من خلال ميكروفون وسماعة مكبرة للصوت وتكون في بيئة مناسبة لتوزيع الصوت بشكل جيد. - تجنب الحديث في الأماكن الصاخبة. من الممكن أن تلجأ للتحدث بلغة الإشارة البسيطة عندما تكون في حفلة مثلا، فلن يسمعك الناس إن تحدثت بصوت منخفض وإن رفعت صوتك سيؤدي به للضرر - استشر متخصص في النطق ليعلمك كيف تستخدم صوتك بطريقة صحيحة تجنبك الوقوع في الضرر. حاولنا في هذا المقال قدر الإمكان الخروج من المواضيع العلمية البحتة، بالرغم من أهميتها، وسعينا إلى تعريف القرّاء الكرام وخصوصًا المعلقين الصوتيين بأهم الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث مشاكل وأضرار بصحة أصواتهم، مع بعض النصائح تضمن لهم إن اتبعوها التمتع بالصحة ولأصواتهم باستمرار تألقها وجودتها، إن كان هناك أي تجارب خاصة في هذا المجال فلا تبخل بمشاركتها للجميع من خلال التعليقات، نسأل الله السلامة للجميع وحفظ الله عليكم صحة أصواتكم